كانت في السادسة من عمرها ..
عندما عانق قلبها الطاهر كبرياء ذلك الرجل ...
مثل كل الفتيات ..
تحلم به كفارس يحمي عرين مملكتها ..
يشع بدفئة عليها ..يستنشق عبير أنفاسها ..
يتولع شوقاً عند فراقها ..
فلم تكن في عينية سوى أمرأه فقط ..
بل !!
أي أمرأه تلك ..
أنها أمرأه تحمل أسمى عبارات الأنوثة التي تُعجز ديادين الرجال ..
أنيقة ..رقيقة ..
جذابة ..أصيلة ..
سمراء ..شقراء ..
لا لا ..
أنتظر قليلاً ..
بل ممشوقة القوام عيونها زرقاء ...
لا لا ..
لم أصل بعد الى عالم الخيال الحقيقي في تصورها ..
بل ..
بيضاء ..حسناء ..
حورية تزينها ألف علامة ..على خدها الأيسر شامه ..
طول وقامة ..
قوية الهامه ..
هيبة ووسامه ..
أعجز في وصفها ..تتبعثر مخيلتي عند تصورها ..تتمزق أوراقي عند صياغتها ..
تتكسر أقلامي عند كتابتها ..
فأبقى عاجزاً حتى عن نقشها داخل بلورة تحفظ حلماً قد تصورتة ..
كانت على يقين بأنها سوف تكون يوماً ما نصفه الآخر !!
رسائل غرام متبادلة ..
بعذرية الطفولة ..
ببساطة الأحرف المكتوبة ..
كانا يكتبان معاً ..
كلاً يكتب للآخر رساله ..
وما أن ينتهيان ..
حتى يسلم كلاً منهما الآخر رسالتة ..
دون وسيط أو حسيب ..
برائة طفولية حتماً ..
يقطبان في حيّ واحد ..
وبعدها ..
مرت الأيام مثل السحاب ..
وكبرا معاً ..
داخل بيئة واحده ..
بالرغم من بعد المسافة ..وأتساع المدينة ..
ألا أنا رسائلهما لم تنقطع أبداً ..
ومع صعوبة الزمان ..
وبعد المكان ..
كان لابد من الأقتراب أكثر ..
أرواح تتناجى أمام الناس بخفية ..
حب أراه في ساعاتة الأخيرة يحتضر ..
كان هنالك لقاء عائلي ..
حيث كان يربطهما صلة قرابة ..
وفي كل دقيقة ..
تسأل !!
هل سلطان حاظر !!
فترد عليها أخرى بأبتسامة ..نعم ..
تحاول أن تراه ..
تتحرك دائما كنحلة لا تهدأ ..
نار يشعل فتيل قلبها النابض ..
قلق يشن هجوماً بلى رحمة على أعصابها المتوترة ..
هذيان أوصلها ألى نسيان المعازيم ..
وتفقد الحبيب ..وترقب العطر والنسيم
ما بين الترقب وحرارة الأنتظار ..
وتمزيق القلب وتحريك الأنظار ..
كان هو في كامل هدوئة ..بل بكامل برودة ..
يعلم بأنها على نار ..
تنتظر كلمة مصيرية تربطهما الى الأبد ..
كان مغتراً بأناقتة ..بل كان يحسب أنه لم يخلق في الرجال مثلة ..
وصل الى حد الغرور اللامعقول ..بل اللا محتمل ..
غطرسة تتملكة عندما ..
عندما ..
عندما ..
أحبتة أمرأه ..
يال غبائة ..
عند نقظة الصفر تحدث ألى بعض قريباتة ..
يريد أن يراها ..
فقط لربما أشبع عينة السائبة ..
لا أحد يستطيع رفض هذه الفرصة حتماً ..
ولكن الكرامة أبت أن تكون رخيصة ألى هذا الحد ..
كبرياء أمرأه ..
بدأ يحترق الى ان وصل لدرجة الغليان ..
أعصار مشاعر تضرب بالحزن والحرمان ..
حتى أنطلق من لسانها ثورة قصائدية ملونة ..
أهتز لها قلب ذلك الرجل بلى شك ..
تريد أن تعرف فقط !!
لماذا لم يراها أمام الجميع ..
هل يريد أن يتاكد من جمال روحها الطيبة ..
تباً لك من رجل ..
أن كنت تريد فقط اللعب بالمشاعر ..
صاحت تلك الرائعة ..
وقالت ..
من يريد رؤيتي فليأتي كما الرجال ..
أجزم أنها قاضية له ..
بدأ يتحرك كالثعبان ..يتلوى من قساوة الكلمة ..
فعلاً هي محقة في ذلك ..
تريد ان تراها ..
تعال وأفعل كما يفعل الرجل ..
ذهب وهو غاضب ..وذهبت وهي حزينة ..
والآن يفكر كيف ينتقم بطريقة الأغبياء ..
هذا أنت من جديد ..
أراك تلتوي على أطرافك ..تمزق ذكرياتك ..
يال غبائك ..
تحاول الآن أن تفكر كيف تنتقم ..تصر على مذبحة عشق دام رحاها عشرون عام ..
تستفيق على كوابيس ذكريات أفل نجمها وغاب قمرها ..
تحاول أيها الغبي ..
أن تنتقم من ورده رقيقة علمتك معنى الأحترام ..
علمتك معنى المشاعر ..
علمتك معنى الأخلاص والتضحيه ..
لا طريق التلاعب والخزي والعار ..
ذهب الى والدتة ..
وقال لها ..
أريد أن أخطب .. ابتسامة عريضة من والدتة ..
عرفت من هي عروسة ..
قالت سوف اكلم والده فلانة وأخبرها ..
صرخ في وجهها كما الأهبل ..
[size=29]
لا
أريد غيرها ..
أريد الخطبة في أسرع وقت ..
هنا وعند هذه اللحظة أضحك من سرد قادم للقصة ..
فهو بحقيقة غباء مستفحل على الأطلاق ..
أصرت والدتة على معرفة السبب ..
فقال بكل برود ..
ليست هي من أودها زوجة لي ..
سرقها الوقت هي في هم الأنتظار ..
تستعد لقدر محتوم ..
أما ضربة قاضية ...أو أعتذار أشبة بهزيمة له ..
يالله ..
كم حالتها صعبه ..
فكلاهما بلى شك صعب ..
عادت والدتة تحاول أقناعة ..
رافضاً كل المحاولات ..
أقتناع تام ..
ورضوخ للأمر الواقع ..
تمت الخطوبة على أمراه أخرى ..
تسكن هنالك في البعيد ..
هي أيضاً كانت ضحية لهذا الغبي ..
وهنالك في الجانب الآخر أغماء وبكاء ..
ياله من تافه ..
هنالك في الجانب الآخر أعتصار الى حد التنهيدة الحارقة ..
ياله من جبان ..
هنالك في الجانب الآخر أحتظار على فراق ..
ياله من كاذب ..
وجاء موعد الزواج ..
قبل العرس بليلة واحده ..
كانت في كامل ضعفها ...جبروت من الأنهزام يحطم أطرافها ..
سيل من الكتمان يخنق أنفاسها ...هواجيس أفكار تهدم حياتها ..
تفكر قليلاً ..
هل فعلا قد أنتهت !!
أم بالفعل هو قد انتهي من حياتها ؟
تفتح النافذه ...
فيحرك الهواء خصلة من شعرها ...
يرد الروح بنسمات تنعش فؤادها ..تلهمها ..
ترتقي بتفكيرها الطاهر عن كل التفاهات ..
قرار
سوف تحظر زواجة ..؟
ياللمصيبة ..بل ياللكارثة ..
ماهذه القوة المفاجئة ..
أستعدت كما تستعد العرائس لذلك الليوم ..
ومن الصباح الباكر ..
حملت معطفها الأحمر على كتفيها ..
في فستانها الأنيق ..تبدوا كملكة تتوج بعرش مملكتها ..
خصيلات من شعرها قد غطى عينها ..
أحمر شفاها برد يتشوق العطشان لحماها ..
وسارت تناشد الثأر بلى شك !! ..
أنه تحدي الملكات ..
دخلت ذلك القصر ..فخيل لها أنه قبرها رغم أفراحه ..
تترنح في مشيتها ..تصبر على أسى القلب وأتراحه ..
وعنده دخولة مع عروسة ..
ضجة صاخبة تضيع علامات الهدوء ..
زلزال يضرب أرضا هي واقفة عليها ..
تصمد كما الأشجار في عاصفة الشتاء ..
مر من جانبها ..
رأها بجانب أختة واقفة ..
عرفها ..
فماذا صنع ..
هز مشلحة في وجهها ..
يريد أن ينفض أمامها بلى شك غبار خيانتة ..
يالك من منافق ..
فكانت بلى شك ..
ضربة قاضية لها ..
ولكن هل نسيت كبرياء النساء يا هذا ..
أقسمت ..
أن ترد الدين أضعاف ..
وأن تتعلم من هنا ..
كيف تستطيع الوقوف في الوحل ..
بعد مرور سنتين ..
سبعمائة وثلاثون يوماً ..وربعين ..
رزق الله سلطان ببنت ..
كانت فعلاً جميلة ..أنيقة ..أسماها ..
أسماها ..أسماها ..................................
أسماها بأسمها ..
حده أشتياق لم يحس فيها من قبل ..
فزوجتة في بيت أهلها بعدما أغضبها بتصرفاته الغبية ..
وتركها منسية !!
لماذا تعاقبها من أجل غلطتك أنت ..
كم أنت قاسي ..
في أحد الليالي ..
ذهب لزياره خاله مع والدته ..
فهو مريض على فراشة ..
أصطحب معه والدتة وأخته .. وذهبوا أليه ..
عندما دخل الى فناء البيت الخارجي ..رأها واقفة تسقي بعض الأزهار ..
التي ذبلت من قسوتة وحماقتة ..
عرفته ..
أرتبكت ..
عرفها ..
أرتبك ..
ذهبت سريعاً ألى هناك ..
تلعثم لسانه ..لم يعد قادراً على التفوه بكلمه واحده ..
أصطحبته أخته بالقوه ..
دخل البيت ..سلم على خاله ..كانا في أشد الحزن والقهر ..
بكى ..
لا أدري ..ولم يقل لي .. ولكن..
أراهن أنه بكى ..
ولكن على ماذا ..
على خيانه أنت قائدها وفارسها ..
ذهبوا بعدما أطمئنوا على خاله ..
لم ينم تلك الليلة ..
لم يذق عينه طعم النوم ..
لا يريد أن يكلم أحد ..ولا يريد الظهور أمام أحد ..
وبعدها بأسبوع ..
جاء يوم الثأر ..
بالرغم من أحساسها بشوقة أليها ..
وندمه ..وقهره ..وبكائة ..
كانت قوية ..صامده ..
وشاء المولى عز وجل أن تتجمع العائلتان على وليمة عشاء كبيرة ..
كانت برفقة أخته ..في العزيمة ..
تأخر النساء الى آخر الليل ..كالعاده ..
جلسة سمر الى ما بعد منتصف الليل ..
وعندما حظر عند الساعة الثانية عشر صباحاً لأصطحاب أهله الى البيت ..
تفاجأ أن معهم حبيبتة ..
كانت مرغمة بالركوب معه بصحبة والدتها ..
وأخوتها الصغار ..
كانت عبائتها المعطره تسحب في الأرض ..
ركبت ..
لم تتكلم بحرف واحد ..
هدوء تام ..
الى بيت خالته ....
عندما وقف ..
نزل بكل وقاحة ..ليفتح لها الباب ..
من خلف الخمار ..
هي تبكي ..
بكاء صامت ...لم يحس به أحد ..
ليس عليه ..بل من قهر سنتين قد ذهبت ..
طالت وقاحتة أن يجلس أمام الباب ينتظر نزولها ..
لعله يريد قول شي ..
وعند ملامسة قدمها الأرض ..
قال لها ..
كيف حالك ..
وقفت ..
أمسكت الباب ..
أعطته نظره من الأسفل الى حدود رأسه ..
تنهيده ..
وعندها ..
هزت عبائتها المليئة بالغبار في وجه ..
نعم ..
غبار سنين من القهر ..
نعم ..
غبار الأسى والحزن ..
نعم ..
هذه بتلك ..
نعم ..
هذه بتلك ..
نعم ..
هذه بتلك ..
واقفاً هو ..لعله مصدوم ..
ولكن هناك ..
في قلبها ..
راحة على كسب الرهان ..
فهو كبرياء أمرأه ..
وصل الى العنان ..
نعم ..
هذا هو الكبرياء ..
الذي لا يتنازل عن حقه حتى ولو طالت مده الثأر ..
فهنيئاً لها بهذا القلب ..وهنيئاً لها بهذا الثأر ..
وهنيئاً لها بهذه الراحة ..
وهنيئاً له هو القهر والهوان